الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة

02 ماي 2013

 

 

 

                                                                                                       

           تميز الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة هذه السنة بولاية برج بوعريريج بتنظيم ندوة حول الإعلام الراهن والرهان على مستوى المركب الثقافي عائشة حداد نشطها نخبة من الأساتذة يتقدمهم:

الأستاذ الصحفي سعد بوعقبة صاحب عمود السردوك بجريدة الخبر اليومي، الأستاذة حدة خزام مديرة جريدة الفجر اليومية، الدكتور فؤاد بن حالة المدير السابق لراديو مونتيكارلو الدولية ومؤسس العديد من الإذاعات والقنوات التلفزيونية بفرنسا.

       الندوة عرفت كذلك حضور وجوه إعلامية وطنية منهم الأستاذ نذير بولقرون مدير يومية صوت الأحرار، الأستاذ عبد العالي رزاقي صحفي بجريدة الشروق، الأستاذ عبد الرحمن تيقان مدير جريدة المساء الأستاذ لزهر براهيمي نائب رئيس تحرير جريدة الخبر اليومي والفنان الكاريكاتوري أيوب، فضلا عن مراسلي وصحفيي الولاية وبعض الوجوه الإعلامية والنخب.

       الندوة افتتحها السيد عز الدين مشري والي ولاية برج بوعريريج بمداخلة تطرق خلالها إلى التضحيات الكبرى التي قدمها رجال الإعلام منذ العشرية السوداء إلى اليوم، منوها بدور مختلف وسائل الإعلام والصحافة المكتوبة في ترقية روح الحوار والمواطنة من خلال نقل انشغالات المواطنين إلى السلطات المحلية وهو الدور الذي أتقنته وسائل الإعلام بكتاباتها وحملته السلطات بكل جدية من خلال التقرب من المشاكل الكبرى للمواطن والتكفل بالأولويات حسب الإمكانيات المتاحة، مذكر كذلك بأن المعارضة الحقيقية في مختلف وسائل الإعلام هي التي تدفع المسؤول للتبصر ومعرفة انشغالات المواطن وحقائق الميدان بعيدا عن المزايدات والمزاجية التي هي جزء من الإنسان مؤكدا أن الحوار الاجتماعي أساس المبادئ الأربعة للإعلام ( الموضوعية، المهنية، الخطاب البناء والحيادية). 

 الندوة الإعلامية حول الإعلام الراهن والرهان:

       الندوة الإعلامية التي استقطبت العديد من الشواهد في المجال والقامات في التخصص رفعت شعار الإعلام الراهن والرهان، افتتحها الإعلامي والصحفي سعد بوعقبة صاحب عمود السردوك بجريدة الخبر اليومي بتعاليق حول الإعلام واستقلاليته حيث أكد أن الإعلام الحالي يتجه نحو تسخير الأقلام وكل الوسائل المتاحة لخدمة المافيا المالية وأصحاب النفوذ المالي على حساب الرأي والمهنية معتبرا أن دور بعض المؤسسات المتعددة الخدمات وتدخلها في أمور لا علاقة لها بحجمها العملي في الشأن الإعلامي من خلال تخصيص مساحات إشهارية لطرق أبواب الساسة واتخاذ من رد الفعل الجماهيري في إطار سياسة تسويقية منفذها التدخل في الشؤون الجزائرية بدعوة النشاط الرياضي أو نشاط جمعوي من خلال النافذة الإعلامية، مؤكدا أن الجزائر فوق كل اعتبار وهناك خطوط حمراء لا يجب على أحد تجاوزها مهما كانت جرأته ومهما كانت الوسائل الإعلامية المتاحة.

       الأستاذة حدة حزام في مداخلتها تطرقت إلى التجربة المتواضعة لجريدتها الفجر في الساحة الإعلامية الوطنية من خلال الرصد اليومي للأحداث والشهادات والأخبار المختلفة، معتبرة أن قلة الطبع وإصدارات الجريدة وطنيا كان السبب غياب الأموال التي تعد هي مفتاح الاستثمار الإعلامي فضلا عن غياب الإشهار الداعم لمثل هذه المبادرات الإعلامية، مشيرة إلى سيطرة الصحافة الصفراء على الواقع الإعلامي الوطني بفعل الانتهازية وغياب الموضوعية وهي ظاهرة مرضية أثرت على المقروئية مؤكدة أن هناك فئة صادقة للوصول إلى الإعلام الحقيقي بالجزائر وأن المخاض مازال طويلا للوصول إلى الهدف المنشود.

       الدكتور فؤاد بن حالة هذا القادم من باريس مباشرة للمشاركة في الندوة قدم مداخلة أحالنا من خلالها إلى الإعلام الدولي والراهن السياسي، حيث شرح الحالة الإعلامية الدولية من خلال نماذج في الإعلام المكتوب والإلكتروني وهاجس التضاد والثنائية التي ساهمت في صناعة نفوذ الإعلام في أوروبا الالكتروني على حساب الصحافة المكتوبة التي باتت تعاني من مشاكل جوهرية وأصبحت العديد من الجرائد الكبرى في خبر كان بعد أن اضمحل وجودها في السوق الإعلامي  الدولي بسبب الانتشار الرهيب للوسائل الالكترونية والفايسبوك وكل الوسائط المتعددة التي أضحت بديلا للصحافة الورقية، كما تطرق إلى موضوع الساعة وتأثير القوى المالية على توجيه الرأي من خلال ظهور قنوات تلفزيونية أصبحت قوى متعاظمة على غرار الجزيرة والعربية والتأثير على السياسة الدولية وتأجيج الصراعات من أجل تمكين الدولة الراعية للتوجه والطرح والتي تعد دول مجهرية من وضع سياستها على التوازنات التي تراها مناسبة، هذا الهاجس الإعلامي بات اليوم يصنع كما يشاء بؤر التوتر عبر محاور الدول العربية والإسلامية كما يسمى بالربيع العربي.

       مؤكدا أن الإعلام الغربي الذي يعتمد في صناعة الرأي فيه على البعد الاستراتيجي  للدول الكبرى الممولة للسياسات الإعلامية الباحثة دائما عن مصادر الثروة من خلال استغلال الوسائل الإعلامية معطيا على سبيل المثال بعض كتب المفكرين الأمريكيين من أمثال ألفن طقلر صاحب نظرية الموحد التالية وسامويل هيتينقطن  صاحب نظرية صدام الحضارات، معتبرا أن الإعلام الحقيقي هو ذاك التنسيق الإعلامي الذي تحدده الأمانة الإعلامية بعيد عن الشعارات المرفوعة مثل الموضوعية والمهنية وغيرها.

       مستشهدا في نهاية المداخلة بالانحصار الإعلامي للصحافة المكتوبة التي تؤول إلى الاختفاء بسبب الضغوطات المختلفة وغياب رؤوس الأموال الداعمة لها في ظل التوجه إلى المقروئية الالكترونية والإعلام الالكتروني الحر.

       الندوة عرفت مناقشة ذات مستوى عال بحضور النخب من الإعلاميين أين طرح بعضهم عديد القضايا الراهنة مثل الأستاذ عبد العالي رزاقي من جريدة الشروق الذي تحدث عن ضرورة وضع ضوابط لمهنة الإعلام لأن حرية التعبير في الجزائر موجودة مع غياب الموضوعية في الطرح الإعلامي وهو ما يؤرق الشأن الإعلامي ويصعب من قدرة الصحافة على وضع ضوابط لهذه المهنة الصعبة، المناقشة تطورت وتسارعت التدخلات من طرف مختلف النشطين في المجال على غرار الصحفيين والمراسلين المحليين الذين تحدثوا كذلك عن غياب الرقابة في الصحف التي لا تحترم قواعد العمل الإعلامي وتقوم بالتأسيس إلى فوضى من خلال دمج أي كان في هذه المهنة وخلق جو من الانتهازية، فكم من مراسل لا يحمل أمر القيام بمهمة ولا بطاقة العمل الصحفي ويجري في كل الاتجاهات للظفر بمعلومة لنشرها دون رقابة تضمن الموضوعية والنوعية في الطرح والمضمون.

       الندوة في ختامها تم تكريم الأساتذة الحضور وكل المراسلين من طرف السيد والي الولاية الذي رعى الحفل وساهمت في تنظيمه جمعية البسمة بالتنسيق مع خلية الإعلام للولاية كما كانت لمؤسسة كوندور دور في إنجاح هذا الحفل من خلال منحها العديد من التكريمات للمشاركين طبعتها بنماذج من منتوجاتها وآخر ابتكاراتها التكنولوجية.